المطلب الأول الوضع قبل الثورة الفرنسية ( مرحلة عدم مسؤولية الدولة )

لا يمكن الحديث عن وجود قانون إداري بمفهومه الحالي خلال مرحلة ما قبل الثورة الفرنسية حيث ساد نظام الملكية المطلقة مكن الملوك من التمتع بسلطات مطلقة و حصانة تامة تمنع من خضوعهم لأي نوع من الرقابة حتى القضائية منها ، وامتدت هذه الحصانة لتشمل الدولة في حد ذاتها فأصبحت تتمتع هي الأخرى بسيادة و حصانة مطلقة تمنع من مساءلتها من طرف الأفراد أمام القضاء عن أي تصرف يصدر منها بهذه الصفة ، و إذا تعاملت مع الأفراد خضعت في ذلك إلى القانون المدني[1] .

كما انشئت خلال هذه المرحلة محاكم قضائية تدعى البرلمانات تقع تحت السيطرة المطلقة للملك تجاوزت حدود صلاحياتها و أصبحت تتدخل في شؤون الإدارة وتعرقل كل حركة إصلاحية تقوم بها هذه الأخيرة. الأمر الذي أدى إلى عدم الفصل بين السلطات و شيوع نوع من الظلم و الفساد الإداري بالإضافة إلى المساس بحقوق الأفراد وحرياتهم ، و ظهور نوع من الطبقية في المجتمع تتشكل من طبقة البرجوازية و رجال الدين الذين اهتموا بجمع الثروة وطبقة واسعة من الفقراء مما زاد الوضع سوء و هو ما أدى برجال الفكر السياسي و الفقهاء في المجتمع إلى التفكير في الثورة على هذا النظام فطالبوا الشعب بالالتفاف حولهم و فجروا الثورة سنة 1789 .



سليمان محمد الطماوي، مبادئ القانون الإداري، المرجع السابق، ص 20[1]