هذه المحاضرة تدخل ضمن سلسلة المحاضرات لمقياس تحليل كمي 1. حيث يتم التعرف و التمييز بين مختلف النماذج والطرق المطبقة في التحليل الكمي1. و قد اتاحت دراسة مقياس تحليل كمي 1 في السنة الأولى ماستر للطلبة إمكانية التمييز بين مختلف الطرق الكمية المساعدة في التحليل والتنبؤ واتخاد القرار...الخ . وفي هذه المحاضرة يتم التطرق والتوغل اكثر في نموذج من نماذج التحليل الكمي حيث يتم التطرق إلى نهج الإقتصاد القياسي الذي يعتبر من الفروع الأساسية والتطبيقية في التحليل الكمي لأنه لا يهتم بالنظرية الإقتصادية فقط و انما بالولوج الى ميدان الدراسة و تطبيق كل التقنيات المنهجية المدروسة لاستخلاص النتائج المتوقعة. وهذا يعني أنه لا يمكن فصل علم الإقتصاد القياسي عن ميدان الدراسة.
يعد الاقتصاد القياسي أحد فروع العلوم الاقتصادية المستخدمة للأساليب الكمية في تحليل الظواهر الاقتصادية، فهو العلم الذي يهتم بقياس العلاقات الاقتصادية من خلال بيانات واقعية، بغرض اختبار مدى صحة هذه العلاقات كما تقدمها النظرية، أو تفسير بعض الظواهر، أو رسم بعض السياسات، أو التنبؤ بسلوك بعض المتغيرات الاقتصادية. كما أن هناك علاقة بين الاقتصاد القياسي والفروع الأخرى، حيث أن الإحصاء يمدنا بأساليب وطرق القياس مثل الارتباط والانحدار، بالإضافة إلى البيانات الواقعية المبوبة؛ أما النظرية الاقتصادية فتحدد لنا العلاقات الاقتصادية المراد قياسها من خلال الفرضيات التي تقدمها، بينما يضع الاقتصاد الرياضي هذه العلاقات النظرية في صيغ رياضية هي المعادلات التي تأخذ أشكالا دالية مختلفة و قابلة للقياس. الهدف الأساسي إذن هو بناء النماذج القياسية الاقتصادية في شكل قابل للاختبار الميداني وتقدير واختبار هذه النماذج مستعملين البيانات المتوفرة ثم في الأخير استعمال النماذج المقدرة لغرض التنبؤ، التحليل الاقتصادي أو اتخاذ القرارات المناسبة.