يعتبر قانون المنافسة، فرع أو نظام قانوني حديث النشأة، إرتبط في نشأته بنظام اقتصاد السوق والليبرالية. أول ما ظهر كان بالولايات المتحدة الأمريكية تحت مسمى قانون ضد الاحتكار Loi anti-trust، حيث كثرت الاحتكارات واشتدت التعسفات وتفاقمت في مختلف الأسواق الأمريكية فكان لا بد للسلطات أن تتدخل لأجل وضع حد لها ومن ثم إحقاق العدالة القانونية فيها. فكان أول قوانين المنافسة ظهورا قانون شيرمن سنة 1890 ثم تلته قوانين أخرى، كما أنشئت سلطات إدارية مختصة بالسهر على تطبيق قواعده. لقد ارتبط وجود قانون المنافسة بتحقيق غايات وتجسيد أهداف لخصها البعض في حماية المنافسة وحماية السوق ومن ثم حماية المستهلكين.
لم تكن الجزائر في منأى عن هذه التغيرات التي كان على رأسها ظهور قانون المنافسة، حيث دفعتها الظروف الاقتصادية التي مرت بها في سنوات الثمانينات إلى تغيير نظامها الاقتصادي الموجه إلى اقتصاد حر كان من متطلبات إحداث تغييرات في المنظومة القانونية وذلك تماشيا مع التطورات التي عرفها المجتمع الجزائري على جميع المستويات خصوص اللاقتصادي منهإ. فكان من مظاهر إرساء هذا النظام إصدار مجموعة قوانين لتغيير وتحسين الأوضاع كان في أولها القانون رقم 12/89 المتعلق بالأسعار والذي يعتبر القانون الأول في الجزائر الذي أشار لحرية المنافسة ثم تكرس هذا المفهوم حقيقية بإصدار قانون للمنافسة، فأصدر أول قانون لها في 1995(الأمر 65/95) ثم ألغي بالأمر 03/03 وهذا الأخير عدل عديد المرات بما يتماشى والتطورات التي تعرفها الحياة الاقتصادية وطنيا ودوليا.
يتضمن قانون المنافسة صنفين من القواعد، قواعد موضوعية تضم أحكاما لحماية السوق كقواعد حظر الاتفاقات المقيدة للمنافسة، أو تلك المتعلقة بحظر التعسفات المختلفة فيها وكذلك القواعد الخاصة برقابة التجميعات التي قد تؤثر على العدالة في السوق.
أما النوع الثاني من القواعد فهو شكلي يتمحور حول السلطات المختصة بمتابعة تطبيق القواعد الموضوعية. من أهم هذه السلطات نجد مجلس المنافسة وهو السلطة الإدارية المستقلة المختصة في رقابة تطبيق قانون المنافسة .
تتلخص أهداف تدريس مقياس قانون المنافسة والأسعار في كونه يفتح نافذة واسعة لدارسيه على العلوم الاقتصادية والقانونية في ذات الوقت، يمكن الطالب من معرفة ديناميكية عمل الأسواق خاصة ممارسات الأعوان فيها. كذلك تفتح أبواب للمحيطين بالجوانب المعرفية المختلفة لهذا المقياس للتربصات ومن ثم الحياة العملية، كونه فرع حديث يستقطب كثير الباحثين والمؤسسات بالتأكيد تفتح أبوابها أمام المتخرجين المتمكنين من الخبرات العلمية والعملية في مجال هذا المقياس.