هذا الدرس يدخل ضمن مجموعة من الدروس المقدمة في مادة مناهج وتقنيات البحث في علم الإعلام والاتصال، وكما هو معلوم تكتسي مناهج البحث العلمي أهمية كبيرة في جميع العلوم ومن بينها علوم الإعلام والاتصال، فهي تساعد الباحث على تنمية قدراته على فهم أنواع البحوث والإلمام بالمفاهيم والأسس والأساليب التي يقوم عليها البحث العلمي، كما ترشد الطالب الباحث على الاختيار السليم لمشكلة معينة لبحثه وتحديدها وصياغة فروضها واختيار وتحديد أنسب الأساليب لدراستها والتوصل إلى نتائج محددة، وتزوده –الطالب- بالخبرات التي تمكنه من القراءة التحليلية الناقدة للبحوث وملخصاتها وتقييم نتائجها.
ويعتبر المنهج المسحي (موضوع الدرس إلى جانب المنهج المقارن) من أهم مناهج البحث العلمي، بحيث يدرس عموما موضوعا ما أو ظاهرة معينة في الحاضر عن طريق وصفها وصفا دقيقا بجمع البيانات وتفسيرها ثم تعميم النتائج بهدف تطبيقها علميا على الظواهر المماثلة وذلك عبر مجموعة من الخطوات، فالمنهج المسحي يحاول تحليل وتفسير وعرض واقع الحال للأفراد في مؤسسة مثلا لمعرفة الاتجاهات السائدة فيها، حاضرا ومستقبلا. كما يمكن أن يقع المسح مثلا على وثائق أو أشرطة أو أي محتوى، ويعد منهج المسح ضروريا تقريبا في كل الظواهر محل الدراسة والبحث، وإلى جانب المنهج المسحي يبرز المنهج المقارن أيضا بالنظر لقدم هذا المنهج ولفائدته العلمية.
العناصر التي تناولناها في هذا الدرس نعتقد أنها تساعد طلبة سنة ثانية ليسانس على فهم ماهية المنهج المسحي والمنهج المقارن بتشخيصه المنهجين من الناحية التعريفية والخطوات المتبعة والأنواع المرتبطة بكل منهج والأهمية التي يكتسيها هذان المنهجان إضافة إلى أهم الانتقادات التي وجهت للمنهجين، وهي كلها عناصر أساسية تساعد الطالب على فهم اثنين من أهم المناهج المستعملة في بحوث علوم الإعلام والاتصال.