تدرس اللّسانيات اللّغة على أساس أنّها نظام صوتي بالدّرجة الأولى، فما الكتابة والخط إلاّ رسم لهذه الأصوات، فواضع الخطّ كما يقول ابن جنّي: أجراه مجرى الصّوت. ولمّا كانت اللّغة وسيلة للتّواصل تلزم حضور طرفين على الأقل (مرسل-متلقّي)؛ فإنّه وفي حال غياب أحد الطّرفين يمكن للرّسم (الكتابة) تعويضه. وهو ما استوجب أن تكون الكتابة رسماً دقيقاً يعبّر عن الأصوات المنطوقة بحيث لا تخلّ بعمليّة التّواصل أو تشوّش عليها