تعتبر السيميولوجيا من الممارسات الفكرية الحديثة التي ظهرت ملامحها الاولى في بدايات القرن العشرين بعد الثورة المنهجية التي احدثها اللساني السويسري فردينان دي سوسير و الاسهامات المنطقية الرائدة للفيليسوف شارل ساندرس بيرس ،
فاصبحت بعد هذه
المرحلة التنظيرية الاولى تعرف بذالك العلم الذي يهتم بدراسة مختلف انواع العلامات داخل الحياة الاجتماعية ، فوفق الرؤية السيميولوجية تعتبر كل مظاهر الحياة بما تحمله من تنوع و اختلاف ، من اعقدها الى ابسطها ، من اكبرها الى اصغرها عبارة عن
علامة تدل دلالات متفرعة تفرع المسارات التاويلية ، فليس هناك شيئ من بين ما يحيط بنا بريء من الدلالات و المعاني العميقة و التي تحتاج الى جهد و منهج من اجل استكشافها و فهمها ، و هذا بالضبط ما تمنحه لنا السيميولوجيا كمنهج من خلال اليات التفكيك و التركيب و اعادة بناء نظام الدلالة من جديد في الانساق الاتصالية المختلفة ، و لهذا يمكن ان تشكل السيميولوجيا مذهبا للناس يقوي فيهم روح البحث و التدقيق فيما يعرض عليهم و تنمي وظيفة العقل و تمنحه مناعة تجعلة لا يقبل كل ما يرى و يسمع و يقرا من انماط تفكير غريبة و منحرفة ،
ان درس مدخل الى السيميولوجيا العامة باعتباره الدرس الاول من مقياس السيميولوجيا العامة سيمنح الطلبة فرصة تكوين
صورة مبدئية و شاملة عن السيميولوجيا : مصادرها ، اتجاهاتها و مدارسها ، مرتكزاتها المنهجية ، قدراتها التطبيقية ،لضمان الانتقال الجيد الى الدروس الموالية و التي ستهتم بالخوض في كل هذه العناصر بصورة اعمق و اوفى ، و هو موجه الى طلبة سنة
اولى ماستر تخصص اذاعة و تلفزيون بكلية الاعلام و الاتصال ، بحيث يهدف بصفة عامة الى منح الطلبة القدرة على تكوين صورة عامة و شاملة عن مجال السيميولوجيا و محاولة فهم تصورها النظري و المنهجي ثم القدرة على إجراء أولى محاولات تطبيق أدواتها التحليلية ومقارباتها المنهجية للوصول في النهاية إلى تبني تصوراتها النظرية و الارتكاز عليها من اجل الحصول على زاوية نظر نقدية إزاء كل نتعرض له من صور و برامج وخطابات ، اشهارات ، وحملات دعائية و تحسيسية حتى تلك السلوكيات البسيطة التي تخص مظاهر الحياة اليومية ،