تعتبر الحوكمة من أهم العناصر التي أصبحت منظمات الأعمال الحديثة تسعى لتطبيقها، كونها تساهم بقدر كبير في تطورها وازدهارها، فالحوكمة تتمثل في الإدارة الجيدة للمنظمات التي تهتم بالحفاظ على مصالح الإدارة و المساهمين وأصحاب المصلحة ككل باعتبارهم الأساس الذي تعمل منظمة الأعمال على تلبية مطالبهم، و كذا ضمان الحصول على أكبر عائد مع تحقيق الشفافية والإفصاح عن المعلومات لهذه الأطراف .كما أن الحوكمة ذات أهمية للشعوب كونها تساعد على نمو منظمات الأعمال ضمن حدود لتوفير فرص العمل أو الخدمات الصحية والإشباع للحاجات الأخرى لتعزيز التماسك الاجتماعي.
و يمكن القول أن أهمية الحوكمة زادت وبرز دورها بعد الأزمات والفضائح المالية التي عصفت بالاقتصاد الأمريكي وأدت غلى انهيارات كبرى الشركات العالمية بحيث أثرت على العديد من دول العالم و خصوصا التي يرتبط اقتصادها بالاقتصاد الأمريكي، هذا ليس فقط وإنما هذه الفضائح كانت وليدة قانون ساربينز أوكسلي الذي جاء لتدعيم قواعد الحوكمة وإعطاء أكثر استقلالية وتدعيم لعمل المراجعة الداخلية و الخارجي.
كما تعمل قواعد الحوكمة على تعزيز الاستدامة كونها الهدف الأساسي الذي تطمح لتحقيقه منظمات الأعمال، كي تثبت وجودها في
سوق مفعم بالنشاط، كما أن بيئة العمل المعاصرة تلزم تلبية احتياجات جميع الأطراف ذات العلاقة وتحقق هذا بتطبيق مبادئ الإستدامة . فهذا المفهوم يكتسب أهمية أكبر من أي وقت مضى في ضوء الإنتشار المتنامي للمبادرات التي تنسب للاستدامة خاصة عند زيادة وعي الأفراد للآثار التي تخلفها الممارسات اليومية لمنظمات الأعمال على البيئة المحيطة بها.