علم الآثار هو ذلك العلم الذى يختص بالبحث والدراسة عن كل مما يتعلق بما خلفته الحضارات الإنسانية عبر العصور الماضية، و هذه الدراسة تؤدي بنا إلى اكتشاف انماط العيش المختلفة وأساليبها وكل مظاهر الحضارة التي تركها الانسان، حيث يحاول الباحث في الآثار إعادة تركيب الحياة القديمة من خلال هذه المكتشفات، لذلك يعمل باحث الآثار على المخلفات القديمة مثل الحفريات والبقايا العظمية، والمباني القديمة، والتحف الفنية الحجرية.
لقد ظهر هذا العلم الجديد على مسرح الدراسات الإنسانية في أعقاب عصر النهضة، حيث كان محل اهتمام الإنسان الأوربي منذ البداية بما خلفه الرومان واليونان أو ما يعرف بالآثار الكلاسيكية أو القديمة.‏ فبدأوا بإنجاز بحوثا علمية أثرية بأنواع مختلفة، حيث مرت هذه الأخيرة ببمراحل وتطورت إلى أن بلغت مستوى الكمال من حيث الطريقة العلمية والاستقصاء الشامل والدقة، والعناية بالتفاصيل.‏
ونحن الآن في أرقى مراحل التطور العلمي والفكري، يجب على البشرية أن تعمل على حماية هذا الإرث التاريخي للإنسان، بما في ذلك حماية المواقع الأثرية، وبقايا المدن القديمة، وكل ما خلفه التاريخ للإنسان كي يأخذ منه العبر ويتعرف على تاريخ ومنجزات الأجداد، ليجعلها خطوطا رئيسية يستمر في السير عليها خلال المضي في مسيرة التطور. ولا تقتصر أهمية الحفاظ على الآثار والمعالم التاريخية لأهميتها في تاريخ تطور الإنسان، بل ولأن هذه المعالم غالباً ما تشكل جزءاً لا يمكن العيش بدونه من الهوية الوطنية لهذه الشعوب ، حيث تفتخر الشعوب بمنجزاتها عبر التاريخ، بدءاً مما صنعه الأجداد وصولاً إلى ما حققه الخلف من تقدم في أكثر من مجال باستخدام ما تركه القدامى من إرث فكري وأدبي وعلمي وعمراني.
إن درس "مدخل إلى علم الآثار" سيجعل الطالب يغوص في حضارات عميقة و معالم أثرية يتعرف من خلالها على التراث المادي الذي خلفه الانسان عبر الأزمنة ، الكثير من الطلبة يجهلونه، لذلك تكون فرصة لهم للتعرف على المخزون الأثري التي تكتنزه الجزائر و طريقة التعامل معه و الحفاظ عليه بالطرق العلمية. كما سيتعرف على الجانب الميداني لهذا العلم ، و الذي يتمثل خاصة في المسح الأثري و الحفرية الأثرية و هما قسمان مهمان جدا في المجال التطبيقي لعلم الآثار ، حيث من خلالها نسجل مسار القطعة الأثرية من الميدان حتى عرضها للزائر في المتحف.