تتداخل في اختيار موضوع البحث عوامل عديدة ، منها عوامل او اعتبارات  ذاتية ومنها عوامل أو اعتبارات أخرى موضوعية .

فليس كل موضوع بحث يستحق المجهود الذي سيبذل فيه ، لذا على الباحث والطالب الطموح ان يحرص على اختيار موضوع حي يفخر بتقديمه للقراء بعد ذلك ، فليس المسالة ان يكتب رسالة او ينال درجة ما ، بل ان يخرج موضوعا مفيدا ويترك اثرا خالدا يتكافأ والوقت الذي قضي فيه والعناء الذي صادف من اجله[1].

الفرع الاول : العوامل الذاتية

تتحكم في اختيار موضوع البحث عوامل ذاتية متصلة بنفسية الباحث ومدى استعداده ، ومقدرته العلمية ونوعية تخصصه العلمي ، وطبيعة موقفه ومركزه المهني ، وكذا ظروفه الاقتصادية والاجتماعية .

 

 

-         الرغبة النفسية:

معيار الرغبة النفسية  للباحث وميوله عامل مهم جدا ، يتوقف عليه نجاح البحث ، كونه يحقق نوعا من الارتباط النفسي بين الباحث والبحث ، هذا ما سيوفر عدة مزايا منها الإبداع ، المثابرة ، الصبر ، تضحية ، تحريك كوامن المواهب لدى الباحث خدمة للبحث بشكل موضوعي ومبدع[2] .

-         الاستعدادات والقدرات الذاتية للباحث :

لابد من مراعاة استعدادات وقدرات الباحث والتأكد من مدى ملاءمتها مع موضوع البحث المختار ، تشمل هذه الاستعدادات والقدرات الذاتية [3]:

·       القدرات والمكنات العقلية التي تساهم في جعل الباحث قادر على التعمق في الفهم والتحليل والربط والمقارنة ، الاستنتاج عند معالجة ودراسة جوانب الموضوع محل الدراسة ، هذه القدرات يكتسبها من خلال سعة الإطلاع وكثرة القراءة والتفكير والتأمل في مختلف الوثائق والمصادر المتعلقة بموضوع البحث [4].

·       الصفات والأخلاقيات التي يتطلب وجودها في الباحث كهدوء الأعصاب ، قوة الملاحظة ، الصبر والتحمل ، الموضوعية ، الشجاعة ، القدرة على التضحية ...وهذه الصفات لابد من التأكد من مدى وجودها وتنميتها في روح الباحث ، وينبغي مراعاتها بدقة عند اختيار الموضوع [5].

·       القدرات الاقتصادية : لان هناك أنواع من الموضوعات تتطلب من الباحث قدرة مالية جوهرية ومعتبرة ( تجارب ، سفر ، اقتناء وثائق ...) لابد من الاستناد لمعيار القدرة الاقتصادية في اختيار موضوع البحث[6] .

·       الاستعدادات والقدرات اللغوية : لان هناك موضوعات تتطلب الدراسات المقارنة ، هذا ما يستلزم من الباحث أن يجيد عدة لغات أجنبية على اعتبار ان مصادر تلك الموضوعات تكون مكتوبة بلغات أجنبية[7].

·       الوقت المتاح :يتحكم كذلك الوقت المتاح لانجاز البحث في عملية اختيار نوعية وموضوع البحث

·       عامل التخصص : من الضروري تقيد الباحث عند اختيار موضوع بحثه بالتخصص فلا يخرج عنه .

·       عامل المسار المهني للباحث ( التخصص الوظيفي): قد يكون اختيار الموضوع في مجال مهنته ، حيث يعمق معلوماته ومعارفه حول مهنته ويستغل نتائج بحثه في تحسين وتطوير مهنته بصورة تتيح له سبل الارتقاء في مهنته [8].      

 الفرع الثاني : العوامل الموضوعية

يجب ان يكون موضوع البحث ذا قيمة علمية تجعل القيام به امرا يستحق الجهد كان يكون ساعيا للكشف عن امر لم يكشف عنه بعد او طالبا تصحيح خطأ وقع فيه الاخرون ، او يقدم معلومات جديدة ، ان يكون الموضوع المختار سبيل حل مشكلة من المشكلات التي تعم الانسان ومتوافقا مع سياسة البحث العلمي في وطن الباحث ، وان تكون المراجع والمصادر متاحة ويمكن الوصول اليها في فترة اعداد البحث عموما[9]

وفي سبيل اختيار موفق لموضوع البحث العلمي يستحسن من الباحث ان يتفادي في هذا الاختيار : الموضوعات التي يشتد الخلاف حولها ، الموضوعات العلمية المعقدة ، الموضوعات الخاملة ، الموضوعات التي يصعب العثور على مادتها العلمية ، الموضوعات الواسعة جدا ، الموضوعات الضيقة جدا ، الموضوعات الغامضة ، الموضوعات الميدانية [10].

من أهم العوامل الموضوعية المؤثرة في اختيار موضوع البحث :

ü    الجدة والابتكار ،

ü    القيمة العلمية لموضوع البحث [11]،

ü    أهداف وأسس سياسة البحث العلمي ،

ü     مكانة ونوعية البحث ،

ü    مدى توفر الوثائق والمصادر العلمية لموضوع البحث[12]