المبحث الثاني : مرحلة جمع وتخزين المعلومات

تبدو اهمية هذه المرحلة في هذه المرحلة يتم استنباط وانتقاء المعلومات والأفكار المتعلقة بموضوع البحث من شتى أنواع الوثائق ذات الصلة بالموضوع بحصرها كلها بإيجاز مركز ومقيد ومرتب في أوراق او بطاقات او ملفات منتظمة تمهيدا لعملية كتابة البحث العلمي وإخراجه في شكله النهائي.

هناك طريقتين أساسيتين لتخزين المعلومات المحصلة : أسلوب البطاقات ، أسلوب الملفات وهذه الطريقة التقليدية في التخزين ، وهناك طريقة حديثة فرضها التطور التكنولوجي والمعرفي هذا الاسلوب الجديد والذي ينبغي استثماره من قبل الباحث، الذي يلجأ الى التخزين باستعمال جهاز الكمبيوتر هذه الطريقة الجديدة[1]

 

 

 



[1] - احميدوش مدني : مرجع سابق ، ص 101

-عمار بوضياف : مرجع سابق ، ص 143


المطلب الاول : تقنيات اعداد البطاقات والملفات

الفرع الاول : كيفية اعداد البطاقات

يعتمد هذا الأسلوب على إعداد بطاقات صغيرة الحجم او متوسطة إما تكون معدة مسبقا من الباحث او يتم الحصول عليها من المكتبات تكون متساوية الحجم للكتابة فيها على وجه واحد فقط  ثم القيام بتنظيمها وتصنيفها وترتيبها حسب أجزاء وأقسام وعناوين خطة البحث، يجب ان يكتب في البطاقة كافة المعلومات المتعلقة بالوثيقة أو المصدر الذي نقلت منه المعلومات والأفكار[1] ( اسم المؤلف ، عنوان الوثيقة، بلد النشر دار النشر ، رقم الطبعة ، سنة النشر  رقم الصفحات ) يخصص الباحث بطاقة لكل مرجع [2]

ليس شرطا ان تكون البطاقات من الورق المقوى دون غيره بل يمكن استعمال الورق المقوى فقط كغلاف للبطاقة يتضمن الغلاف كل البيانات المتعلقة بالمرجع ،كل ورقة ما بعد الغلاف وهي بيضاء تتشكل من قسمين :

القسم العلوي :ويحتوي على معلومات يقدر الباحث انها مهمة  مقتبسة حرفيا من كتاب او اطروحة او مقال ...دون زيادة او نقصان نكتبها بكل أمانة بين قوسين لنتذكر انها اقتباس حرفي وملك للغير، ثم نكتب رقم الصفحة

القسم السفلي : اي أسفل الصفحة ، هي مساحة مخصصة للباحث يكتب فيها ما يشاء من أفكار ذات الصلة بما كتب في أعلاه أفكار تراود الباحث 

ضرورة الفصل بين القسم العلوي والقسم السفلي بخط احمر[3]

يجب ان يدون المعلومات في البطاقة بخط واضح وترك فراغات لاحتمالات تسجيل أفكار مستجدة حول الموضوع ، يتسم هذا الأسلوب لتخزين المعلومات بالدقة ، التعقيد ، الصعوبة في استعماله .

-         طرق نقل المعلومات من المصادر والمراجع :

تتنوع طرق نقل المعلومات وتدوينها على البطاقات بحسب اعتبارات متعددة ، احيانا يتطلب الامر نقل النص حرفيا ، واحيانا يستدعي الامر اختصاره ، واحيانا اعادة صياغته

اقتباس المعلومات : ويقصد به النقل الحرفي للمعلومات من مؤلفات الغير – نقل خرفي للفكرة ينصح به اذا كان النص مهم وذا دلالة بلاغية خاصة او يدعم راي خاص او فكرة شخصية في الموضوع لا ضرورة لاعادة صياغتها ، اقتباس نصوص قانونية [4]، ...

اعادة صياغة  او شرح المعلومات: اعادة الباحث صياغة افكار النص باسلوبه الخاص او التعبير عن افكار الآخرين بلغته الخاصة من خلال قراءة المعلومات وتلخيصها باسلوب شخصي ومناقشة بعض الامور، وتوضيح بعض النقاط والافكار اذا كان النص الاصلي يعتريه ضعف في التعبير او تعقيد في الأسلوب ...تتم اعادة الصياغة اما باتباع اسلوب الاختصار او التلخيص[5] .

-         الاختصار : ان يقلص الباحث عبارات النص الى مقدار الثلث او الربع بطريقة مركزة جدا مع الاحتفاظ بأسلوب المؤلف ووجهة نظره باستعمال عباراته وكلماته[6].

-         التلخيص : هو عمل قانوني وفني ، يعني الاكتفاء بالنقاط الاكثر ضرورة (أهم الأفكار الأساسية من عمل شخص اخر ) ذكر نقاط اساسية لنص ما ،  هذا يحتاج الى مهارة والتزام بالمحافظة على أهم الأفكار [7].

اجمال المعلومات : نعني به تلخيص اجمالي للنص بلغة الباحث وأسلوبه دون تعليق او نقد

 

 

الفرع الثاني : كيفية اعداد الملفات

يتمثل هذا الاسلوب في حافظة معدة لاحتواء الاوراق ويقوم الباحث بتقسيم اجزاء الموضوع فيحفظ كل جزء في ملف خاص[8] ومعنون كان يكتب على الملف عبارة "مقدمة" ، او عبارة "المبحث الاول ويضع عنوانه "او " المطلب الاول ويضع عنوانه"

مع وجود الملفات الكثيرة امام تقسيمات الخطة يخصص لكل تقسيم جزئي ملف خاص يتعلق بجزء من الخطة لا يهم تسميته وعنوانه . بمجرد فتح الملف وبعد تسجيل المعلومات بداخله يجد كل ما خص العنوان الجزئي من معلومات وردت في مراجع مختلفة يذكرها بكل امانة ودقة من حيث سائر البيانات المتعلقة بالمراجع ، وقد فضل بعض الباحثين فتح ملفات اخرى تتعلق بمعلومات ليست واردة في عناوين الخطة لكن لها صلة بموضوع البحث توضع هذه الاخيرة لوحدها لانه من المحتمل تغيير الخطة واستثمارها[9]  

بعض الإرشادات بشان عملية تخزين المعلومات :

 حتمية الدقة والتعمق في فهم  أراء ومحتويات الوثائق ، اليقظة عند تسجيل الآراء والأفكار في البطاقات او الملفات مدعومة بالحجج الكافية

 أن ينتقي الباحث بعناية ودقة ما هو جوهري ومرتبط بموضوع البحث من المعلومات والأفكار أن يحترم قواعد المنطق في تصنيف وترتيب البطاقات او الملفات ، ان يحترم الترابط والتسلسل المنطقي بين المعلومات [10] .

 

 

 



[1] - عمار عوابدي : مرجع سابق ، ص 82-83

عبده جميل غضوب : مرجع سابق ، ص 271 . عبود عبد الله العسكري : مرجع سابق ، ص ص 37-38

عبد المنعم نعيمي : مرجع سابق ، ص 156  ، احميدوش مدني : مرجع سابق ، ص ص 102-105 .

[2] - صالح طاليس : مرجع سابق ، ص 163-164 .

[3] - عمار بوضياف : مرجع سابق ، ص ص 146-149

[4] - صالح طاليس : مرجع سابق ، ص 167

عبود عبد الله العسكري ، مرجع سابق ، ص 52 ./ عبد المنعم نعيمي: مرجع سابق ، ص 171 .

[5] - صالح طاليس : مرجع سابق ، ص 166  .

-عبود عبد الله العسكري : مرجع سابق ، ص 53 . عبد المنعم نعيمي : مرجع سابق ، ص 172 .

[6] - عبود عبد الله العسكري : مرجع سابق ، ص 53 . عبد المنعم نعيمي : مرجع سابق ، 173.

[7] - صالح طاليس : مرجع سابق ، ص 166 . 

[8] -عبده جميل غضوب : مرجع سابق ، ص272

- اسلوب الملفات يتكون من غلاف سميك معد لاحتواء اوراق مثقوبة متحركة يقوم الباحث بتقسيم الملف او الملفات وفقا لاجزاء الخطة مع ترك فراغات لاحتمالات الاضافة وتسجيل معلومات مستجدة او احتمالات التغيير او التعديل ...انظر  عمار عوابدي : مرجع سابق ، ص 84 ، عبد المنعم نعيمي : مرجع سابق ، ص157 . احميدوش مدني : مرجع سابق ، ص ص 105 -107 .

[9] -عمار بوضياف : مرجع سابق ، ص 152 .

[10] - عمار عوابدي : مرجع سابق ، ص 86-87 .