أولا: مفهوم البحث العلمي

-أهمية البحث العلمي

للبحث العلمي عموما والقانوني خصوصا أهمية واضحة تتجلى في وجوه عدة أهمها:

* توسيع اطلاع الباحث على المراجع والمصادر القانونية المختلفة.

* صقل الشهية العلمية القانونية لدى الباحث.

* تنمية روح الاستنتاج العقلي لدى الباحث.

*الكشف عن بعض الحقائق بغية تطوير الواقع القانوني ومن ثمة تطوير الواقع الاجتماعي.

* تطوير إقبال الباحث على الدراسة والبحث والتأليف.

كما تتمثل أهمية البحث العلمي لطالب الحقوق فيما يلي:

- إبراز مدى قدرة الطالب على استيعاب المعلومات النظرية التي يدرسها أو يتلقاها فيالمحاضرات، وكيفية التعبير عنها وفقا لأهداف السؤال المطروح.

- تعويد الطالب على ترتيب وتنظيم أفكاره وعرضها بشكل منسق وتسلسل منطقي.

- تدريبه على الأسلوب القانوني في الكتابة القائم على الدقة والاختصار والوضوح وعدمالتكرار، وإبعاده عن السطحية والأسلوب السردي المألوف في كتابة البحوث. التعود على استخدام الوثائق والكتب ومصادر المعلومات والربط بينهم للوصول إلى نتائججديدة قبل التطرق إلى مفهوم البحث العلمي يجب الإشارة أولا إلى تعريف المنهجية باعتبارها أسلوب عمل وتفكير لتبر ير نتيجة معينة، تهدف إلى تحديد إطار المعرفة القانونية لدى الطالب أو الباحث  وتنظيمها ليصل بعد تحليلها إلى استثمارها واخراجها في سياق منطقي سليم ومقنع.

 فالمنهجية بمفهومها الفلسفي هي التفكير السائد المتّبع في الأبحاث العلمية وبمفهومها العلمي هي أحسن الطرق أو الأساليب التي يتبعها العقل البشري لمعالجة أو دراسة موضوع أو مسألة ما بغية التوصل إلى الكشف عن الحقيقة[1].

كما تعني أيضا و باختصار الطريقة التي يتبعها العقل لمعالجة أو دراسة موضوع أو مسألة ما لأجل التوصل إلى نتائج معينة. كما تعني أيضا تعلم الإنسان كيفية استخدام ملكاته الفكرية وقدراته العقلية أحسن استخدام للوصول إلى نتيجة معينة بأقل جهد وأقصر طريقة ممكنة، ويستخدم الباحث تفكيره كأسلوب لمعالجة القضايا وهو أداة المنهجية في ذلك.

 أما من الناحية اللغوية فكلمة منهج) (Méthodeتعني كل طريقة أو أسلوب أو نظام بينما المنهجية(Méthodologie )تعني علم المناهج وهو العلم الذي يبحث في الطرق التي يستخدمها الباحث لدراسة المشكلة والوصول للحقيقة[2].

أما المفهوم المتعارف عليه حاليا فالمنهجية هي طريقة للإجابة على إشكالية أو سؤال قانوني ما أو لتحليل فكرة ما، فهي طريقة في الكتابة تقوم على عرض الأفكار بأسلوب متسلسل ومرتب ومعنون (مبوب) وتجنب العرض العشوائي وغير المنظم للمعلومات أو سردها بأسلوب غير مترابط، فالمنجية إذن هي مجرد وسيلة وليست غاية بحد ذاتها.

1-تعريف البحث العلمي

تناول كثير من الكتاب ظاهرة البحث العلمي بالتحليل والشرح وذلك من خلال منطلقات فكرية تعبر عن خلفيات وخبرات متباينة وحتى تاريخية، وذلك على اعتبار أن لكل باحث أو مجموعةباحثين قناعات معينة حول هذه الظاهرة.

وكما هو معروف، فإن هذا المفهوم يتكوّن من كلمتين، الأولى هي "البحث" التي قد تعني عند البعض التحري أو التقصي، وعند البعض الآخر السؤال أو الاستفسار عن الشيئ أو موضوع ما له أهمية معينة. أما في الاصطلاح فأصبحت كلمة البحث أو مفردة البحث تطلق اليوم على البحث العلمي في أي ميدان من ميادين العلوم كما تطلق أيضا على النتاج البحثي (رسالة أوأطروحة أو مذكرة).

أما الكلمة الثانية "العلمي" نسبة إلى العلم الذي يعني بساطة المعرفة الموثقة الشاملة حولموضوع معين من خلال تحديد واضح لمختلف أبعادها وأركانها.

على هذا الأساس توجد عدة تعريفات للبحث العلمي:

التعريف الأول: البحث العلمي تجميع منظم لجميع المعلومات المتوفرة لدى الباحث عن موضوع معين وترتيبها بصورة جديدة تدعم المعلومات السابقة أو تصبح أكثر نقاء ووضوحا.[3]

التعريف الثاني: البحث العلمي هو وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة، وذلك طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن التحقق منها والتيتتصل بهذه المشكلة المحددة.[4]

التعريف الثالث: البحث العلمي هو الطريق أو الأسلوب الذي يتبعه أو يسلكه الباحث لدراسة مشكلة معينة في أي فرع من فروع المعرفة، وفي أي ميدان من ميادين العلوم النظرية والعملية.[5]

 التعريف الرابع: البحث العلمي هو عبارة عن نشاط علمي وتفكير منظم يقوم على أسس علميةويسعى إلى كشف حقائق المشكلة المطروحة باستخدام مناهج علمية وتفسيرها تفسيرا علميا[6].

التعريف الخامس : البحث العلمي هو حصيلة مجهود علمي منظم يهدف للبحث عن الحقيقةالغامضة باستخدام مناهج علمية، وذلك لحل المشكلة والوصول إلى الحقيقة العلمية لها.[7]

وعلى الرغم من تعدد هذه التعاريف فإنها تشترك جميعها في النقاط الآتية:

-البحث العلمي محاولة منظمة أي أنها تتبع أسلوبا أو منهجا معينا ولا تعتمد على الطرقغير العلمية.

-البحث العلمي يهدف إلى زيادة الحقائق وتوسيع دائرة المعارف.

البحث العلمي يختبر المعارف والعلاقات التي يتوصل إليها ولا يتم الاعلان عنها إلا بعد

فحصها وتثبيتها والتأكد منها.



[1]صالح طليس، المنهجية في دراسة القانون الطبعة الأولى، منشورات زين الحقوقية، بيروت، 2010، ص 21.

يقول ديكارت عن المنهج أنه حسن قيادة العقل والبحث عن الحقيقة، ويقول أيضا لا يكفي أن يكون الفكر جيدا إنما المهم

[2]يقول ديكارت عن المنهج أنه حسن قيادة العقل والبحث عن الحقيقة، ويقول أيضا لا يكفي أن يكون الفكر جيدا إنما المهمأن يطبق تطبيقا حسنا وقد استخدمت كلمة علم المناهج لأول مرة على يد الفيلسوف كانت (Kant) عندما قسم المنطق إلى قسمين: مذهب المبادئ الذي يبحث في الشروط والطرق الصحيحة للحصول على المعرفة وعلم المناهج الذي يهتم يتحديد الشكل العام لكل علم بينما مصطلح المنهجية كان قد استعملها الفلاسفة اليونانيون، ولم يتحدد معناها الاصطلاحي إلا في بداية القرن السابع عشر (عصر النهضة (الأوروبية والتي أصبحت تعني الطريق الأقصر والأسلم للوصول إلى الحقيقة. راجع: عبد الرحمان ،بدوي مناهج البحث العلمي، الطبعة الثالثة، وكالة المطبوعات، الكويت، 1977، ص 3.

نقلا عن رشيد شميشم مناهج العلوم القانونية، دار الخلدونية للنشر والتوزيع، الجزائر، 2006، ص 38[3]

أحمد بدر أصول البحث العلمي ومناهجه، المكتبة الأكاديمية، الكويت، 1977، ص 22.[4]

محمد الشريف مناهج البحث العلمي، دليل الطالب في كتابة الأبحاث والرسائل العلمية مكتبة الاشعاع للطباعة والنشر، الإسكندرية، ص 15..[5]

عبد الرحمان زيدان مناهج البحث العلمي في العلوم القانونية، دار الكتب القانونية، القاهرة، 2007، ص 66[6]

المرجع نفسه، ص[7]