ثالثا: أنواع البحث العلمي

 سواء من ناحية فهم الأفكاروطرحها ومناقشتها ومعالجتها.

هناك عدة معايير التصنيف البحوث فقد تصنف حسب طبيعتها ودوافع البحث إلى بحوث أساسية (نظرية) وبحوث تطبيقية، وقد تصنف على حسب طبيعة الموضوع إلى بحوث إجتماعية قانونية تاريخية.... وهناك التصنيف على أساس النشاط إلى بحوث تنقيبية استكشافية أو بحوث تفسيرية نقدية أو كاملة أو استطلاعية علمية أو بحوث وصفية وتشخيصية أو بحوث تجريبية[1] .

1-التصنيف على أساس الطبيعة ودوافع البحث (الغرض)

 يصنف البحث العلمي على أساس الطبيعة إلى بحوث أساسية وبحوث تطبيقية.

 أ- بحوث أساسية (نظرية): يهدف هذا النوع من البحوث إلى الكشف عن الحقائق والمبادئ والنظريات والقوانين العلمية الجديدة التي يمكن أن تسهم في نمو المعرفة البشرية في مجال معين.

 ب- بحوث تطبيقية : والتي تعرف على أنها الدراسات التي يقوم بها الباحث بهدف تطبيق نتائجها لمعالجة مشكلات قائمة واختيار النظريات والفروض لبيان مدى فاعليتها في التطبيق،وبالتالي تظهر العلاقة واضحة بين هذا النوع والنوع الأول.

2-التصنيف على أساس النشاط:

يصنف البحث العلمي على أساس النشاط إلى مجموعة من التقسيمات نوضحها فيما يلي:

أ- البحث التنقيبي الاستكشافي: يتركز المجهود فيه على اكتشاف حقيقة جزئية معينة ومحددة بواسطة إجراء عمليات الاختبارات والتجارب العلمية، ومن أمثلة ذلك البحث الذي يقوم به الطالب في اكتشاف مجموعة المصادر والمراجع المتعلقة بموضوع ما أو فكرة معينة (البحث عن السيرةالذاتية لشخص معين).

ب - البحث التفسيري النقدي: وهو الذي يعتمد على الاسناد والتبرير والتدليل المنطقي والعقلي من أجل الوصول إلى حل للمشكلة، وهو يرتبط بتفسير الأفكار لا الحقائق والظواهر، وهو يناقش الأفكار وينتقدها، والتوصل إلى نتيجة تكون في الغالب الرأي الأرجح بين آراء متضاربة أو الفكرة الصحيحة من بين الأفكار الموجودة مثل تلك القواعد المتعلقة بالشخصية الاعتبارية (الشخصالمعنوي).

ج-البحث الكامل: هذا البحث يجمع بين النوعين السابقين بحيث يكتشف الباحث حقيقة معينة ثم يجمع كل الحقائق المتوفرة حول الموضوع ذاته ويدرسها دراسة تفسيرية نقدية وفي الأخير يضعالحل الذي يراه مناسبا والذي يكون قابلا لإثبات صحته.

د- البحث العلمي الاستطلاعي: ويسمى أيضا الدراسة العلمية الكشفية الصياغية، وهو البحث الذي يستهدف التعرف على المشكلة فقط ، وتقوم الحاجة إلى هذا النوع من البحوث عندما تكون المشكلة محل البحث جديدة أو عندما تكون المعلومات أو المعارف المتحصل عليها حول المشكلة ضئيلة[2]، وعادة ما يكون هذا النوع من البحوث تمهيدا لبحوث أخرى تسعى لإيجاد حل لتلكالمشكلة الجديدة[3].

ه- البحث الوصفي التشخيصي: هو الذي يهدف إلى تحديد سمات وصفات وخصائص ظاهرة معينة تحديدا كميا ونوعيا بحيث يسهل التعرف عليها فيما بعد ومقارنتها بباقي الظواهر أوالأشياء الأخرى[4].

والبحث التجريبي: وهو البحث الذي يقوم على أساس الملاحظة والتجارب لاثبات صحة الفرضيات وذلك باستخدام قوانين علمية عامة، ويستعمل هذا النوع في مجال العلوم الطبيعيةوالتقنية.

3-التصنيف على أساس الاستعمال:

يصنف البحث العلمي على أساس الاستعمال إلى عدة مستويات[5]:

أ-المقالة(البحث القصير): يقوم بها الطالب خلال مرحلة الليسانس بناء على طلب أساتذته في المواد المختلفة، وتهدف إلى تدريب الطالب على تنظيم أفكاره وعرضها بصورة سليمة وعلى استخدام المكتبة ومصادرها، وقد لا يتعدى حجم البحث عشر صفحات.

 ب - مذكرة التخرج (مشروع البحث) وهذا البحث يطلب عادة كأحد متطلبات التخرج بدرجة الليسانس، وهو من البحوث القصيرة إلا أنه أكثر تعمقا من البحث القصير، ويتطلب من الطالب مستوى فكري أعلى ومقدرةأكبر على التحليل والمقارنة والنقد.

 والغرض منه تدريب الطالب على اختيار موضوع البحث وتحديد الاشكالية واختيار الأدوات المناسبة للبحث بالاضافة إلى تدريبه على طرق الترتيب والتفكير المنطقي السليم، وليس المقصود منه التوصل إلى ابتكارات جديدة أو إضافات مستحدثة، بل تنمية قدرات الطالب في السيطرة علىالمعلومات ومصادر المعرفة والابتعاد عن السطحية في التفكير والتحليل.

ج- الرسالة أو المذكرة :وهي بحث يرقى في مفهومه عن المقالة أو مشروع البحث ويعتبر أحد المتطلبات لنيل شهادة الماجستير والهدف الأول منه أن يحصل الطالب على تجارب في البحثتحت إشراف أحد الأساتذة ليمكنه ذلك من التحضير للدكتوراه.

وهو فرصة ليثبت الطالب سعة اطلاعه وعمق تفكيره وقوته في النقد وتعالج الرسالة اشكالية يختارها الباحث ويحددها ويضع افتراضاتها ويسعى للتوصل لنتائج جديدة لم تعرف من قبل،ولهذا فالرسالة تحتاج إلى مدة زمنية طويلة نسبيا.

د - الأطروحة: هي بحث علمي أعلى درجة من الرسالة تهدف للحصول على درجة الدكتوراه، فهذا البحث أصيل، وتختلف الأطروحة عن الرسالة في أن الجديد الذي تضيفه للمعرفة والعلم يجب أن يكون أوضح وأقوى وأعمق وأدق، وأن يكون على مستوى أعلى، وقد يمتد الزمن بالباحث لسنوات عديدة، وتعتمد على مراجع أوسع وتحتاج إلى براعة في التحليل وتنظيم المادة العلمية ويجب أن تعطي فكرة على أن مقدّمها يستطيع الاستقلال بالبحث بعدها دون أن يحتاج إلى من يشرف عليه أو يوجهه.

 



[1]إضافة إلى هذه التصنيفات هناك من يصنف البحوث من حيث مناهجها إلى بحوث وثائقية وبحوث ميدانية وأخرى تجريبية، ومن حيث تنفيذها إلى بحوث أكاديمية وبحوث غير أكاديمية راجع في هذا الخصوص عامر قنديلي، البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية والإلكترونية، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع عمان، الأردن 2008 ص 61-57.

 

[2]جيدير ماثيو، المرجع السابق، ص 27.

[3]يستند هذا البحث عادة إلى أداة قياس الرأي العام بالاعتماد على وسيلة سبر الآراء" (Sandage) مثل ظاهرة النتخابات حساب متوسط دخل الفرد النمو الديموغرافي.

[4]رشيد شميشم المرجع السابق، ص 44.

[5]يميز في هذا الإطار بين البحوث الحرة والبحوث الموجهة؛ فالأولى هىالتى يعدها الباحث دون تحديد أكاديمي وإشراف علمي معتمدا في ذلك على نفسه وخبراته منذ اختيار الاشكالية ومعالجتها وإعداد الخطو وصولا إلى إنجاز البحث كالبحوث التي تقدم في الأعمال الموجهة أو البحوث التي لا تستهدف الحصول على درجة علمية أكاديمية، أما البحوث الموجهة فهي التي يتم إعدادها ضمن المجال الأكاديمي والتي تخضع للإشراف العلمي مع التقيد بأهم القواعد والضوابط المنهجية للبحوث كبحوث الماجستير والدكتوراه راجع في هذا الخصوص: عمار عباس الحسيني، منهج البحث القانوني أصول إعداد البحوث والرسائل الجامعية، الطبعة الأولى، منشورات الحلبي الحقوقية، بيروت، 2012 ص17.