المبحث الرابع علاقة القانون الإداري بعلم الإدارة العامة وبعض فروع القانون الأخرى
المطلب الأول علاقة القانون الإداري بعلم الإدارة العامة
تعتبر العلاقة التي تربط القانون الإداري بعلم الإدارة العامة علاقة تكامل و تناغم و يعتبران وجهان لعملة واحدة . فعلم الإدارة العامة باعتباره فرع من فروع العلوم الاجتماعية يهتم بالنواحي الفنية و التنظيمية لأجهزة الإدارة وطرق عملها، يقوم برسم الأساليب الفنية و التنظيمية للجهاز الإداري للدولة أي يهتم ببيان كيفية عمل الإدارة و علاقاتها كالتخطيط و التنظيم و التنسيق و التوجيه والرقابة . ويأتي القانون الإداري ليضبط تلك الملامح و الأساليب و يضفي عليها الطابع القانوني. فالقانون الإداري دون علم الإدارة العامة ومع مرور الوقت يصبح مجرد نصوص قانونية جامدة لا أساس لها من الواقع و لا تتوافق مع متطلبات المجتمع والدولة على حد سواء . مما يشكل عقبة كبيرة في سبيل تطور الجهاز الإداري للدولة. كما أن علم الإدارة بدون القانون الإداري يبقى مجرد اقتراحات بدون قواعد قانونية يمكن الاستناد إليها . لأن كل ما يصدر عن الإدارة العامة لا يستند إلى مشروعية قانونية يكون عرضة للبطلان والإلغاء[1].
فالقانون الإداري مثلا يهتم بالموظف العام من حيث تعريفه ، بيان حقوقه وواجباته ترقيته و تأديبه ، أما علم الإدارة فيهتم بالدراسة الفنية و الأكاديمية الشروط التأهيل للوظيفة و طرق التدريب وكيفياته[2].
[1] أحمد محمد صالح ، أصول القانون الإداري، المركز القومي للإصدارات القانونية ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 2018 ، ص59.
و للتفصيل أكثر في هذا الموضوع ، راجع أيضا : محمود عاطف البناء المرجع السابق، ص 61 و ما بعدها .
[2] عمار بوضياف ، الوجيز في القانون الإداري، المرجع السابق، ص 47