المبحث الثاني : خصائص القانون الدولي لحقوق الانسان
يتميز القانون الدولي لحقوق الانسان بعدة خصائص يمكن حصرها في شقين منها ما هو متعلق بمصطلح حقوق الانسان و أخرى مرتبطة بالقانون الدولي ، و عليه سنحاول التطرق الى كل منهما في شكل مطلبين.
المطلب الأول : خصائص حقوق الانسان
حقوق الانسان هي تلك المرتبطة بالفرد كونه انسان خلقه الله عز وجل و خيره عن باقي مخلوقاته بالعقل وميزه عن الكائنات الأخرى بعدة خصائص من بينها العديد من الحقوق محل دراستنا والتي يمكن حصرها فيمايلي:
1- حقوق الانسان هي حقوق لصيقة بالانسان و متأصلة في كرامته كإنسان : بمعنى أن كرامة الانسان تعتبر أساس قيام حقوق الانسان كالحرية و المساواة و الحق في الحياة ... و غيرها باعتبارها تولد مع الانسان والقوانين فقط هي التي كشفت عنها ووحدتها بحيث لا يمكن لأحد التنازل عنها .
2- حقوق الانسان تتصف بأنها حقوق عالمية وهذا يعني بأن حقوق الانسان هي حقوق مشتركة بين جميع بني البشر في كل أرجاء العالم بغض النظر عن أي تمييز سواء كان الدين أو الجنس أو الجنسية أو اللون ، العرق ....الخ ، بمعنى آخر أنها مبادئ دولية تلتزم جميع الدول بتطبيقها واحترامها سواء أمام رعاياها أو الأجانب والمجتمع الدولي بصفة عامة.
فهي الحقوق التي وحدت البشرية وأصبحت كلغة عالمية مشتركة لا وجود لأي فوارق بينها، ومنه يمكن القول أن حقوق الانسان تعتبر كإرث مشترك للإنسانية رغم تنوع الثقافات والعادات واللغات والديانات ... و غيرها .
3 - حقوق الانسان تتميز بالشمولية : بمعنى أنها تشمل جميع الحقوق المشتركة بين بني البشر فهي حقوق مترابطة ومتكاملة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض بحيث يعتبر كل حق مكمل للآخر رغم تنوعها بين حقوق مدنية وسياسية، اجتماعية، ثقافية، اقتصادية و حتى بيئية ، كما أنها غير قابلة للتجزئة فكل حق متفرع عن الآخر، كاملة و شاملة ليعيش الانسان بكرامة و حرية .
تتميز حقوق الانسان بالتكامل والترابط بالرغم من أن المواثيق الدولية التي تضمنت هذه الحقوق جاءت بشكل منفصل بحيث أطلق عليها القانون الدولي لحقوق الانسان .
لا يمكن ممارسة حق دون آخر فإذا قلنا على سبيل المثال الحقوق الثقافية فهي بالضرورة مرتبطة بالحقوق الاجتماعية لأن الأولى وليدة الثانية، كما لا يمكننا ممارسة الحقوق السياسية دون المدنية لارتباطهما الوثيق، الحقوق الاجتماعية مرهونة بالحقوق الاقتصادية .