محاضرات في النظيرة العامة للدولة : المفهوم و النشأة
Aperçu des sections
-
-
-
أبناءنا الطلبة
في هذه الورقة المبسطة ، نحاول أن نقدم لكم أنتم طلبة السنة الأولى ليسانس ، ملخصا عاما و شاملا بجملة الافكار الجوهرية، التي تتعلق بنظرية الدولة باعتبارها خلال محورا أساسيا في المقياس القانون الدستوري و النظم السياسية ، المقرر دراسته خلال السداسي الأول من السنة الجامعية
و الواضح من خلال عنوان الورقة ، أنّ الأمر يتعلق بفكرتين اثنتين : أولهما تتناول مفهوم الدولة بمختلف ابعاده ، و ثانيهما تدور حول كيفية نشأة وظهور هذا الكائن القانوني ، السياسي و الاجتماعي
و باستيعاب هذه المدخلات الاساسية يمكن لأبنائنا الطلبة أن يتواصلوا تحصيل بقية التراكمات المعرفةي المرتبطة بهذها المقياس ، مثل أشكال الدول و خاصة النظرية العامة للدستورية ، التي ترتبط بطبيعة بوجود الدولة .
.مع خالص التمنيات بالتوفيق لكم طلبتنا الاعزياء ، الذين نبقى في خدمتكم للمزيد من الشرح و التوضيح متى استلزم الأمر
-
في البداية يجب القول أنّ دراسة موضوعالدولةليستحكراعلى مجال معيّن من مجالات المعرفة الانسانية بل تتعدى ذلك الى مجلات مختلفة، لأنها تتعلق بموضوع أساسه وغايته الانسان في حد ذاته، بل أنه مقترن وبوجودهالتاريخي أصلا.ذلك انّ الدولة في أبسط معانيها كما سنرى مرتبطة بانتقال الانسان الى حياة الجماعة، أي ظهور المجتمع البشري ، بغض النظر عن الشكل التنظيمي لهذا المجتمع.
معنى ذلك أنّ الدولةهيارثمشتركلكل التخصصات المعرفية فيمجالالعلومالإنسانيةوالاجتماعية و كذا في مجالنا ، مجال العلوم القانونية .
لذلك نجد أنه يتم تناوله في مجال العلوم السياسية ، الاقتصادية ، التاريخ وغير ذلك من التخصصات .
غير أننا في مجال العلوم القانونية نتفرد بميزة مختلفة عن بقية المقاربات وهي أننا نبحث في التدقيق في تحديد المفاهيم بمختلف ابعادها، حيث نحلل مضامينها ومكوناتها، لنعيد تشكيلها في بناء قانوني متكامل الابعاد
في بداية هذه السلسلة من المحاضرات التي ننوي تقديمها الى طلبة السنة الأولى ليسانس ضمن مقياس القانون الدستوري والنظم السياسية، والتي ستمكنُ الطالب في النهاية بإذن الله من الالمام وبصورة وافية بكل العناصر المرتبطة بالنظرية العامة للدولة، سنركز على نقطتين رئيسيتين هما ماهية الدولة وكيفية نشأتها ، واهما موضوعان لسلسة من المحاضرات المتتالية و المتناسقة.
-
تهدف هذه السلسلة من الحاضرات المتتالية و المترابطة على وجه الخصوص الى :
1- تمكين الطلبة من الاحاطة بمفهوم مصطلح الدولة ، كمفهوم قانوني، سيما في مجال القانون الدستوريبعد الإلمام بأبعادها اللغوية بطبيعة الحالة.
2- التعرف على اركان الدولة و مكوناتها كل على حدة، مع الشرح و التفصيل ، بالاستناد الى أمثلة من الواقع الراهن .
3- هذه المقاربة ستجعل الطلبة الاعزاء يتآلفون مع مصطلحات تتداول على مسامعهم في حياتهم اليومية على غرار مصطلحات ، الشعب، السكان، المقيمين ، الاقليم الجوي، البحري، المياه الاقليمية، السلطة السياسية ، السائدة و غير ذلك من المصطلحات المتداولة على اكثر من صعيد
4- معرفة اصطل نشأة الدولة، من خلال استعراض مختلف النظريات التي تتناول هذه المسألة وذلك بأسلوب تحليلي مشوق لمضامين هذه النظريات
5- وضع في متناول الطلبة عند نهاية كل محور فقرات تلخيصية للمضمون حتى نسهل عليهم الاحتفاظ به ذهنيا و العودة له الى العاجة دون الاضطرار الى تناول المحاضرة في كليتها
-
-
تتناول في هذا المحور اشكالية الدولة كمفهوم الاصطلاحي لكن قبل ذلك و كما جرت العادة ، سنتناول ذلك من زاويتين اثنين : من الجانب اللغوي ، بعد ذلك سنتناول مكوناتها أو اركانها
بالتالي فهيتتضمن محورين اثنين أساسيين:
1- المحور الأول: نتناول فيه مفهوم الدولة: وفيه نتساءل: هل مفهوم الدولة هو مفهوم ثابت و مستقرّ و ما هي العلاقة بين المفهومين اللغوي و الاصطلاحي.
2- المحور الثاني: نأتي فيه على استعراض أركان الدولة : و فيه نتساءل عن مكونات الدولة ، أو العناصر التي تقوم عليها ، و كذا نبحث في مضامين هذه العناصر و مدى اختلاف النظريات التي تتناولها .
تتناول هذه المحاضرة بالشرح ماهية الدولة كمفهوم قانوني بالدرجة الأولى، ولكنه أيضا مفهوم متعددة الابعاد، سياسية، اجتماعية وقانونية في آن واحد.
بالنتيجة فهي تجيبنا على التساؤلات التالية:
1-ما معنى الدولة ، لغةً ؟
2-ما معنى الدولة اصطلاحا؟
3-ماهي تعاريف أهم فقهاء القانون الدستوري لمصطلح الدولة ؟
4-ماهي الاركان التي تقوم عليها الدولة
.
-
-
-
بعد أن عرفنا في المحور الأول ى معنى الدولة و مكوناتها ، نتطرق في هذالمحور الى كيفية نشأة الدولة ، حيث سنستعرض في ذلك عدة نظريات حاولت تفسير نشأة الدولة.
هذه النظريات يمكن تقسيمها بحسب طبيعتها الى 04 أنواع:
- نظريات ترجع نشأتها الى عوامل ميتافيزيقية.
- نظريات تُفسر نشأتها بعامل القوة والغلبة، مع اختلاف في طبيعة هذه القوة ومصدرها.
- نظريات ترى في الدولة ظاهرة اجتماعية تاريخية نشأت وتطورتبتطور التجمعات البشرية.
- وأخيرا نظريات تراها نتيجة اتفاق بين افراد المجتمع البشرى.
-
-
يمكن القول أن الدولة باعتبارها كائنا متعدد المضامين ، لم يكن ظهورها مرتبطا بمرحلة تاريخية معينة أو نتيجة عامل واحد من العوامل المذكورة انفا ، بقدر ما كان نتيجة تداخل عدة عوامل افضت في النهاية الى تشكل وظهور هذا الكائن القانوني ، السياسي، الاجتماعي ، و هي ماتزال وستبقى محل تطور و تغير ، لأنها ببساطة ظاهرة انسانية ، تتخضع بالتالي الى قانون التطور الذي لازم و سيلازم الانسان.
-
-
-
-